كلما صعب عليه أمر تكدر ولفه اليأس
صفحة 1 من اصل 1
كلما صعب عليه أمر تكدر ولفه اليأس
عجيب مزاج البشر : كلما صعب عليه أمر تكدر ولفه اليأس، وراح يشتكي من الدنيا، وقد يتمنى الموت لأوهى الأسباب! أوليس حاله غريباً وهو المقبل على الحياة، والمستقبل الواعد بانتظاره؟!
وأعجب من الحال حال الشبان الصغار حين يتذمرون من قسوة الحياة وبشاعة الدنيا؟!
أليس باكراً على مشاعر الحزن و اليأس؟ فعادة يشتكي من الدنيا شيخ كبير وفقير معدم ومريض لا يُرْجَى شفاؤه، أما الصغار فيضجّون بالحيوية ويملؤهم التفاؤل.
فما السبب في نموّ المشاعر السلبية؟ وكيف يمكن التخلص منها؟
إنه من الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون ، أنهم يشعرون بالحزن الشديد والأسى العميق كلما صادفتهم بعض المصاعب أو مر بهم طيف من البلاء، فأغلب الناس وضعوا في اعتقادهم أن الحياة يجب أن تكون رائعة، أو أنها لابد أن تكون كذلك في يوم قريب، فهم يتأملون بحياة ملؤها السعادة والهناء. والحقيقة أن ذلك لم يكن سابقا ولن يكون مستقبلاً ، وعندما يقعون في هذا الاعتقاد الخاطئ، فإنهم يقضون الكثير من الوقت يشكون ويتذمرون من كل شيء لا يأتي على هواهم .
الدنيا في الواقع لا تعطينا كل ما نشتهي من خيرات و مسرات ، ولا تسير بإرادتنا ولو سعينا لغايتنا باجتهاد حثيث، وهذه حقيقة ناصعة نعرفها وندركها جميعا لكننا نتجاهلها في أحيان كثيرة ! ولكن قد ندرك شيئاً من حكمة الله في المنع والعطاء ونتفهم الأسباب، فمثلاً:
1 - ما يتمناه الواحد منا من العطايا والمناصب يتمناه غيره، ويستحيل حصول الجميع على أمنيتهم (لأن العدد محدود في القوانين الدنيوية): كأن يتمنى كل طالبة الحصول على مقعد دراسي في الجامعة في شعبة مميزة ، والمتاح منها محدود لمجموعة محدودة وان لم تكن محددة ، فإذا فاز بها طالب خسر طلاب آخرون أمنيتهم وحرموا منها.
2 - وأحياناً تتعاكس الأمنيات، كأن يتمنى شاب الهجرة ليتلقى مرتباً أكبر ويكره والداه فراقه ولابد من أن يرضى طرف ويسخط آخر، فتكون سعادة الابن تعاسة لوالديه والعكس..
3 - جعل الله - سبحانه - بحكمته وعدله لكل شخص نصيباً من طيبات الحياة الدنيا وخيراتها وله نصيب من أسقامها، وعليه الرضا بالاثنين معاً (مهما كانا) لأنهما قدره المحتوم ولا مناص منهما.
4 - الحياة يقترن فيها الخير بالشر واليسر بالعسر والسعادة بالتعاسة، إنها هكذا وهكذا ولكن ولكي تكون لها قيمة في اختبار الناس وامتحانهم- تغلب المعاناة عليها.
وقد سئل ابن حنبل: (متى يجد المؤمن طعم الراحة؟) فقال عند أول قدم يضعها في الجنة). وسمع الحسن البصري رجلاً يقول لصاحبه: (لا أراك الله مكروهاً)، فقال: (كأنك دعوت على صاحبك بالموت، إن صاحبك ما صاحب الدنيا فلا بد أن يرى مكروهاً).
فلا سعادة خالصة في الدنيا، ولا حياة بلا منغّصات.
رغم ذلك لا تخافوا ولا تيأسوا! فما زال في الدنيا الكثير من الخيرات والطيبات، ولابد أن تجدوا بينها ما يسعدكم ويرضيكم، ألم تقرؤوا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدنيا حلوة خضرة)، فالدنيا تبقى جميلة وفيها الكثير مما يمتع وينسي ويسلي من جمال الطبيعة ومن معاشرة الطيبين ومن الزوج والولد واللباس والطعام وممارسة الهوايات...فدعوا الاحزان وتمتعوا بنعم الله.
وأعجب من الحال حال الشبان الصغار حين يتذمرون من قسوة الحياة وبشاعة الدنيا؟!
أليس باكراً على مشاعر الحزن و اليأس؟ فعادة يشتكي من الدنيا شيخ كبير وفقير معدم ومريض لا يُرْجَى شفاؤه، أما الصغار فيضجّون بالحيوية ويملؤهم التفاؤل.
فما السبب في نموّ المشاعر السلبية؟ وكيف يمكن التخلص منها؟
إنه من الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون ، أنهم يشعرون بالحزن الشديد والأسى العميق كلما صادفتهم بعض المصاعب أو مر بهم طيف من البلاء، فأغلب الناس وضعوا في اعتقادهم أن الحياة يجب أن تكون رائعة، أو أنها لابد أن تكون كذلك في يوم قريب، فهم يتأملون بحياة ملؤها السعادة والهناء. والحقيقة أن ذلك لم يكن سابقا ولن يكون مستقبلاً ، وعندما يقعون في هذا الاعتقاد الخاطئ، فإنهم يقضون الكثير من الوقت يشكون ويتذمرون من كل شيء لا يأتي على هواهم .
الدنيا في الواقع لا تعطينا كل ما نشتهي من خيرات و مسرات ، ولا تسير بإرادتنا ولو سعينا لغايتنا باجتهاد حثيث، وهذه حقيقة ناصعة نعرفها وندركها جميعا لكننا نتجاهلها في أحيان كثيرة ! ولكن قد ندرك شيئاً من حكمة الله في المنع والعطاء ونتفهم الأسباب، فمثلاً:
1 - ما يتمناه الواحد منا من العطايا والمناصب يتمناه غيره، ويستحيل حصول الجميع على أمنيتهم (لأن العدد محدود في القوانين الدنيوية): كأن يتمنى كل طالبة الحصول على مقعد دراسي في الجامعة في شعبة مميزة ، والمتاح منها محدود لمجموعة محدودة وان لم تكن محددة ، فإذا فاز بها طالب خسر طلاب آخرون أمنيتهم وحرموا منها.
2 - وأحياناً تتعاكس الأمنيات، كأن يتمنى شاب الهجرة ليتلقى مرتباً أكبر ويكره والداه فراقه ولابد من أن يرضى طرف ويسخط آخر، فتكون سعادة الابن تعاسة لوالديه والعكس..
3 - جعل الله - سبحانه - بحكمته وعدله لكل شخص نصيباً من طيبات الحياة الدنيا وخيراتها وله نصيب من أسقامها، وعليه الرضا بالاثنين معاً (مهما كانا) لأنهما قدره المحتوم ولا مناص منهما.
4 - الحياة يقترن فيها الخير بالشر واليسر بالعسر والسعادة بالتعاسة، إنها هكذا وهكذا ولكن ولكي تكون لها قيمة في اختبار الناس وامتحانهم- تغلب المعاناة عليها.
وقد سئل ابن حنبل: (متى يجد المؤمن طعم الراحة؟) فقال عند أول قدم يضعها في الجنة). وسمع الحسن البصري رجلاً يقول لصاحبه: (لا أراك الله مكروهاً)، فقال: (كأنك دعوت على صاحبك بالموت، إن صاحبك ما صاحب الدنيا فلا بد أن يرى مكروهاً).
فلا سعادة خالصة في الدنيا، ولا حياة بلا منغّصات.
رغم ذلك لا تخافوا ولا تيأسوا! فما زال في الدنيا الكثير من الخيرات والطيبات، ولابد أن تجدوا بينها ما يسعدكم ويرضيكم، ألم تقرؤوا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدنيا حلوة خضرة)، فالدنيا تبقى جميلة وفيها الكثير مما يمتع وينسي ويسلي من جمال الطبيعة ومن معاشرة الطيبين ومن الزوج والولد واللباس والطعام وممارسة الهوايات...فدعوا الاحزان وتمتعوا بنعم الله.
مواضيع مماثلة
» الى كل شخص فقد عزيز عليه
» صفة ضحك النبي عليه الصلاة والسلام
» سنن متفرقة للحبيب المصطفى عليه السلام
» فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
» كتاب شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم
» صفة ضحك النبي عليه الصلاة والسلام
» سنن متفرقة للحبيب المصطفى عليه السلام
» فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
» كتاب شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يوليو 03, 2014 6:39 pm من طرف medlabidi
» عتبة الدروس المرجعية لبكالوريا 2014
الأربعاء مايو 07, 2014 1:40 pm من طرف medlabidi
» موقع تحميل الاستدعاءات بكالوريا 2014
الإثنين أبريل 28, 2014 7:07 pm من طرف medlabidi
» جدول سير اختبارات البكالوريا جوان 2014
الإثنين أبريل 28, 2014 7:03 pm من طرف medlabidi
» ملخصات الشريعة واللغة العربية والفلسفة
الخميس أبريل 10, 2014 7:14 pm من طرف medlabidi