الإخلاص هو سر النجاح

قال الفضيل بن عياض (رحمة الله) في تفسير قوله تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا
وهو العزيز الغفور ) وهو أخلصه وأصوابه ، يا أبا علي ، ما أخلصه وأصوابه ؟ فقال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا .... ثم قرأ تعالى :
( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ).
إن الذي يعمل بغير إخلاص ولا إقتداء كمسافر يملأ جرابه رملا ينقله ولا ينفعه ، كما قال إبن القيم رحمة الله :
ولهذا سيأتي أقوام يوم القيامة بأعمال كاالجبال لكنها لاتنفعهم لأنها فقدت أهم شروط قبولها ... الإخلاص : (وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)
وكان بعض الصالحين يقول : - دلوني على عمل لاأزال به عاملا لله تعالى ، فقيل له :أنو الخير ، فاإنك لاتزال عاملا وإن لم تعمل .
- وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أفضل الأعمال أداء ما إفنرض الله تعالى ، و الورع عما حرم الله تعالى ، وصدق النية فيما عند الله تعالى .
-قيل لسهيل : أى شىء شر على النفس ؟ قال : الإخلاص ، إذا ليس لها فيه نصيب ، وقال أبو سليمان : طوبي لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى .
-ونبه إبن المبارك - رحمة الله - إلى أن العمل بغير إخلاص لافائدة منه ، إذا ليس فيه ثواب ، فقال : قل لمن لم يخلص ....: لاتتعب
- وذهب إبن الجوزي -رحمة الله - إلى أبعد من ذلك ، فأوضح أن من لم يخلص لن يكمل الطريق إلى ربه سبحانه وتعالى، فقال : إنما يتعثر من لم يخلص .
فالعمل بغير نية عناء ، والنيه بغير إخلاص رياء والإخلاص من غير تحقيق هباء ، قال تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )
الإخلاص ...... هو مسك القلب ، وماء حياته ، ومدار الفلاح كله عليه فلنراجع أعمالنا ونصحح نياتنا
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .

بارك الله فيك ............واصلي تميزك ومعلوماتك الاكثر من الرائعة